المصارف النوعية للوقف

فيسبوك
تويتر
واتساب

المحامي الدكتور/ عبدالرحمن بن محمد آل طالب

عضو مجلس جمعية أثر لخدمة الأوقاف

انقاذ الناس من الكفر وإخراجهم من الضلالة إلى النور هو أساس دعوة الرسل والانبياء والاوقاف الخيرية أجدر من تدعم هذا المصرف .

بسم الله الرحمن الرحيم

مصارف الوقف النوعية

بقلم المحامي الدكتور / عبدالرحمن بن محمد آل طالب

تعد مصارف الوقف النوعية من الأمور الهامة لتميز الوقف وشهرته وعظم أجر الواقف فيه ، وكلما كانت الحاجة  لمصرفها  أكبر وانتفع الناس بها أكثر كان أجرها أعظم ، وهي تتغير باختلاف الزمان والمكان والحال. وهناك ضوابط كثيرة ينبغي مراعاتها عند صياغة صك الوقفية سأقتصر على ذكر أبرز ثلاث ضوابط وهي :

  • هناك مصارف يميل إليها المحسنون ( العوام ) وينصون عليها بكثرة  كالنفقة على الفقراء و كفالة الايتام والمساجد وحلقات القرآن الكريم والأضاحي  وهذه المصارف مهمة وهي الغالبية العظمى في الأوقاف الخيرية ، لكن أحياناً تفيض غلال الأوقاف عن حاجة بعض المصارف المذكورة أو تصل لحالة التشبع ، بينما هناك مصارف خيرية (نوعية) غير مخدومة  لم يلتفت إليها الواقفون ، فالنص عليها يجعل للوقف تميزاً وربما أجراً اعظم ، ومنها على سبيل المثال : مصرف لدعم برامج الرقية الشرعية وتوفير المستلزمات للمرضى مجاناً كالزيت والعسل والسدر وغيرها ودعم الدورات في تعلم الرقية الشرعية ، ومثال آخر مصرف لدعم برامج مشروع تعظيم قدر الصلاة ودعوة غير المصلين للصلاة . فهذه المصارف وامثالها نوعية يندر من ينص عليها.
  • ان يضع الواقف في الاعتبار ان الوقف سيبقى – بإذن الله – لأزمنة متعددة ، قد تختلف احتياجاتها وظروفها عن الظروف التي يعيشها ويدركها الواقف ، لذا ينبغي بعد ذكر المصارف النوعية التي يرغب الواقف في النص عليها ان يضع بند مستقل يتعلق بالمصرف المفتوح وينص عليها بنحو هذه العبارة  ” الصرف على أوجه البر والإحسان التي تكون فيها الغبطة مقدمة على ما ذكر أعلاه حسب كل زمان ومكان وحال ، مع مراعاة الأنظمة المرعية والمصلحة الشرعية في أي زمن من الأزمنة . ويجوز تقديم مصرف على مصرف آخر متى ما تحققت المصلحة في ذلك بنظر الناظر ومجلس الإشراف ”  فتضمين صك الوقفية النص المذكور يجعل فيها مرونة ومجال لاستيعاب أي مصرف خيري نوعي مستجد في أي زمان ومكان حسب النظام .
  • ان يراعي النص على المصرف الأعظم أجراً والأكثر حاجة للمسلمين ولا تنقطع في أي عصر من العصور ومن امثلة ذلك اليوم : مصرف للتعريف بدين الإسلام في سائر بقاع الدنيا وبمختلف اللغات باستخدام وسائل الإعلام المتنوعة المتاحة ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وغيرها حسب الأنظمة المرعية في كل زمان ومكان . وبالنظر في عدد سكان القارات اليوم ونسبة المسلمين فيها نجد ان عدد السكان في قارة استراليا اليوم يبلغ 44,622,560 ونسبة المسلمين 2% فقط ، وفي أمريكيا الشمالية عدد السكان 550,404,006 ونسبة المسلمين 1% فقط ، أما أمريكا الجنوبية فعدد السكان 479.190,628 ونسبة المسلمين قليل جدا يشكل 0,45% فقط ، فوجود مصرف تدعم التعريف بدين  الإسلام الحق المنزل من عند الله من الضرورة بمكان ، فأمم في الأرض تموت على الكفر ، ولاشك ان انقاذ الناس من الكفر وإخراجهم من الضلالة إلى النور هو أساس دعوة الرسل والانبياء  والاوقاف الخيرية  أجدر من تدعم هذا المصرف .