الواقف الواعي

فيسبوك
تويتر
واتساب

الأستاذ أحمد النصر

المدير التنفيذي لشركة وثيقة الخير

الواقف الواعي هو من يدرك عمق هذه الصدقة ويعمل بتخطيط دقيق لضمان استدامتها وتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها

بسم الله الرحمن الرحيم

الواقف الواعي

بقلم الأستاذ أحمد النصر

يعتبر الوقف من أفضل الصدقات الجارية أثرًا ونفعاً مستمرًا عبر الزمن . و الواقف الواعي هو من يدرك عمق هذه الصدقة ويعمل بتخطيط د قيق لضمان استدامتها وتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها . من خلال هذه السطور، نستعرض بعض المحاور المهمة التي يجب أن يأخذها الواقف بعين الاعتبار لضمان إنشاء وقف متين ومستدام.

أولاً اختيار المصارف :

يجب على الواقف الحرص على اختيار المصارف التي توازن بين استمرار الأجر للواقف وسد احتياج قائم أو متوقع في المستقبل. يتطلب هذا التوازن مراعاة للحاجات الاسرية والعائلية والمجتمعية الراهنة والمستقبلية واختيار مصارف تحقق الاجر له والنفع لهم معًا. إن الاختيار الحكيم للمصارف يضمن أن يظل الوقف مصدرًا للخير الجاري دون انقطاع.

“الواقف الواعي يُدرك أن إنشاء وقف مستدام يتطلب أكثر من مجرد النية الحسنة؛ يحتاج لاختيارات واعية تنفع الوقف ولا تضره وتساعد في الحفاظ على قوة وصحة الوقف.”

ثانيًا اختيار الناظر القادر :

الاختيار الدقيق للناظر القادر على إدارة الوقف بكفاءة هو عنصر حاسم في نجاح أي وقف. يجب أن يتسم الناظر بالكفاءة والنزاهة، وأن يُختار بناءً على الكفاءات وليس المجاملات، حتى وإن تجاوز أقرب الناس كالأبناء إذا لم يكونوا الأنسب والأقدر لهذه المهمة. قيادة الوقف مسؤولية وإدارة مالية تتطلب دراية ومهارات ضرورية.

أخيرًا النظر للمستقبل :

يحسن بالواقف أن ينظر إلى المستقبل بعين فاحصة، لضمان استمرارية الوقف في العطاء لأجيال قادمة. تكمن أهمية المرونة في شروط الواقف التي تمنح الناظر القدرة على تجاوز التحديات واستغلال الفرص المتاحة دون تعقيد ، مع التنويع في الخيارات ليظل الوقف قادرًا على الاستمرار لمئات السنين. يجب أن يكون التخطيط لتنمية الوقف واستثماره والمحافظة عليه من أولويات الواقف ، عبر اتخاذ كافة السبل التي تضمن تحقيق الهدف الأسمى، وهو استمرار الأجر وعدم انقطاعه. هكذا يكون الواقف الواعي مثالًا للرؤية الثاقبة و العطاء المتواصل الذي يدوم أثره و أجره  عبر الزمن.