ضمن سلسلة مجالس وقفية ألقى الدكتور أحمد بن فهد الضويان في تاريخ م9/4/2024 محاضرة مهمة بعنوان “دور ماذا يجب على الناظر الجديد؟
للدكتور إبراهيم بن محمد العبدلي
أستاذ مساعد في قسم الفقه بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
يُعتبر منصب الناظر على الوقف من المناصب الهامة التي تتطلب مستوى عالٍ من المسؤولية والاحترافية. الناظر هو الشخص الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عن إدارة الوقف، ولذلك يجب أن يكون مجهزاً بمعرفة شاملة من جميع الجوانب الشرعية، النظامية، الإدارية، المالية، والمهارية. في هذا المقال، نستعرض ما ينبغي على الناظر الجديد معرفته والقيام به لضمان إدارة الوقف بفعالية ونجاح.
- الجانب الشرعي :
من أولويات الناظر أن يكون ملماً بالأحكام الشرعية التي تحكم الوقف. يجب أن يكون لديه فهم دقيق للمقاصد التي من أجلها تم الوقف، وذلك لضمان أن تُصرف الإيرادات بما يتوافق مع الشروط التي وضعها الواقف. الناظر يجب أن يحسن تطبيق الشريعة في إدارة الوقف، لضمان الالتزام الشرعي في توزيع الموارد والإيرادات.
- الجانب النظامي :
على الناظر أن يتعرف على القوانين واللوائح التي تنظم عمل الأوقاف في المملكة العربية السعودية. يتطلب ذلك الفهم الكامل لما ينص عليه النظام السعودي بخصوص الأوقاف، والعمل ضمن المعايير التي تفرضها الجهات الحكومية ذات العلاقة مثل الهيئة العامة للأوقاف. يتعين على الناظر التأكد من أن الوقف مُسجل ومُوثق بالطريقة الصحيحة وفقاً للأنظمة المعمول بها.
- الجانب الإداري :
الناظر يجب أن يمتلك مهارات إدارية قوية لضمان سير العمل في الوقف بشكل منظم. يتضمن ذلك القدرة على إدارة الموظفين، تنظيم العمليات اليومية، وتحديد الأهداف الاستراتيجية. كما يجب أن يكون لديه القدرة على اتخاذ قرارات إدارية تضمن استمرارية العمل وتحقيق النجاح على المدى البعيد.
- الجانب المالي :
من المسؤوليات الرئيسية للناظر مراقبة الجوانب المالية للوقف. يتطلب ذلك تنظيم استثمار الأموال بشكل يضمن استدامة الوقف وتخصيص الموارد بالشكل الأمثل. الناظر يجب أن يحرص على توثيق جميع العمليات المالية وفقاً للأنظمة التي تضعها الجهات الإشرافية، مع ضمان الشفافية التامة في تسجيل الإيرادات والمصروفات لضمان الرقابة والمراجعة المستمرة.
- الجانب المعرفي و المهاري :
الناظر يجب أن يكون على دراية بأهمية تطوير مهاراته بشكل مستمر. وذلك من خلال التدريب المستمر والاطلاع على التجارب السابقة. كما يجب أن يكون لديه القدرة على ابتكار أساليب جديدة لتحسين العمل داخل الوقف، وتحقيق أعلى درجات الفاعلية في استخدام الموارد المتاحة.
الخاتمة:
إن الناظر الجديد في الأوقاف بحاجة إلى فهم شامل ومعرفة متعمقة بالجوانب الشرعية، النظامية، الإدارية، المالية، والمهارية التي يتطلبها هذا الدور المهم. من خلال الجمع بين هذه الجوانب، يمكن للناظر أن يضمن إدارة الوقف بكفاءة وفعالية، ويسهم في تحقيق أهداف الوقف بما يتماشى مع المقاصد الشرعية والمصالح العامة.