انقاذ الناس من الكفر وإخراجهم من الضلالة إلى النور هو أساس دعوة الرسل والانبياء والاوقاف الخيرية أجدر من تدعم هذا المصرف .
بسم الله الرحمن الرحيم
مصارف الوقف النوعية
بقلم المحامي الدكتور / عبدالرحمن بن محمد آل طالب
تعد مصارف الوقف النوعية من الأمور الهامة لتميز الوقف وشهرته وعظم أجر الواقف فيه ، وكلما كانت الحاجة لمصرفها أكبر وانتفع الناس بها أكثر كان أجرها أعظم ، وهي تتغير باختلاف الزمان والمكان والحال. وهناك ضوابط كثيرة ينبغي مراعاتها عند صياغة صك الوقفية سأقتصر على ذكر أبرز ثلاث ضوابط وهي :
- هناك مصارف يميل إليها المحسنون ( العوام ) وينصون عليها بكثرة كالنفقة على الفقراء و كفالة الايتام والمساجد وحلقات القرآن الكريم والأضاحي وهذه المصارف مهمة وهي الغالبية العظمى في الأوقاف الخيرية ، لكن أحياناً تفيض غلال الأوقاف عن حاجة بعض المصارف المذكورة أو تصل لحالة التشبع ، بينما هناك مصارف خيرية (نوعية) غير مخدومة لم يلتفت إليها الواقفون ، فالنص عليها يجعل للوقف تميزاً وربما أجراً اعظم ، ومنها على سبيل المثال : مصرف لدعم برامج الرقية الشرعية وتوفير المستلزمات للمرضى مجاناً كالزيت والعسل والسدر وغيرها ودعم الدورات في تعلم الرقية الشرعية ، ومثال آخر مصرف لدعم برامج مشروع تعظيم قدر الصلاة ودعوة غير المصلين للصلاة . فهذه المصارف وامثالها نوعية يندر من ينص عليها.
” فوجود مصرف تدعم التعريف بدين الإسلام الحق المنزل من عند الله من الضرورة بمكان ، فأمم في الأرض تموت على الكفر ، ولاشك ان انقاذ الناس من الكفر وإخراجهم من الضلالة إلى النور هو أساس دعوة الرسل والانبياء والاوقاف الخيرية أجدر من تدعم هذا المصرف . “
- ان يضع الواقف في الاعتبار ان الوقف سيبقى – بإذن الله – لأزمنة متعددة ، قد تختلف احتياجاتها وظروفها عن الظروف التي يعيشها ويدركها الواقف ، لذا ينبغي بعد ذكر المصارف النوعية التي يرغب الواقف في النص عليها ان يضع بند مستقل يتعلق بالمصرف المفتوح وينص عليها بنحو هذه العبارة ” الصرف على أوجه البر والإحسان التي تكون فيها الغبطة مقدمة على ما ذكر أعلاه حسب كل زمان ومكان وحال ، مع مراعاة الأنظمة المرعية والمصلحة الشرعية في أي زمن من الأزمنة . ويجوز تقديم مصرف على مصرف آخر متى ما تحققت المصلحة في ذلك بنظر الناظر ومجلس الإشراف ” فتضمين صك الوقفية النص المذكور يجعل فيها مرونة ومجال لاستيعاب أي مصرف خيري نوعي مستجد في أي زمان ومكان حسب النظام .
- ان يراعي النص على المصرف الأعظم أجراً والأكثر حاجة للمسلمين ولا تنقطع في أي عصر من العصور ومن امثلة ذلك اليوم : مصرف للتعريف بدين الإسلام في سائر بقاع الدنيا وبمختلف اللغات باستخدام وسائل الإعلام المتنوعة المتاحة ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وغيرها حسب الأنظمة المرعية في كل زمان ومكان . وبالنظر في عدد سكان القارات اليوم ونسبة المسلمين فيها نجد ان عدد السكان في قارة استراليا اليوم يبلغ 44,622,560 ونسبة المسلمين 2% فقط ، وفي أمريكيا الشمالية عدد السكان 550,404,006 ونسبة المسلمين 1% فقط ، أما أمريكا الجنوبية فعدد السكان 479.190,628 ونسبة المسلمين قليل جدا يشكل 0,45% فقط ، فوجود مصرف تدعم التعريف بدين الإسلام الحق المنزل من عند الله من الضرورة بمكان ، فأمم في الأرض تموت على الكفر ، ولاشك ان انقاذ الناس من الكفر وإخراجهم من الضلالة إلى النور هو أساس دعوة الرسل والانبياء والاوقاف الخيرية أجدر من تدعم هذا المصرف .