الوقف و ضروريات المجتمع

فيسبوك
تويتر
واتساب

الأستاذ مؤيد الحدبان

المدير التنفيذي لجمعية الأوقاف الصحية

تعد الحوكمة أمرًا حاسمًا في نجاح الوقف الصحي، لذا فإن تفعيل الإدارة المنظمة وتوزيع الموارد المالية وتحديد الأولويات وضمان الشفافية والمساءلة يساعد في ضمان تطبيق الحوكمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الوقف وضروريات المجتمع

بقلم أ. مؤيد الحدبان

يُعَدّ الوقفُ عصبَ حياة للمجتمعات الإسلامية، فهو نبراس التكافل الاجتماعي في الحضارة الإسلامية، كما أنه داعم هذه الحضارة ورافعها، ولا تنافسها فيه حضارة أخرى، بل حذت حذوها كثير من الحضارات وهو مصدر فخر واعتزاز للأمة الإسلامية عبر العصور، إلا انه في العصور المتأخرة خبت شعلته وضعف دوره الحيوي في تنمية المجتمعات الإسلامية إلا في مجالات محدودة مثل المساجد والآبار ومدارس تحفيظ القران الكريم. والحاجة اليوم ماسة أن يلعب الوقف دور محوري في ثلاث مجالات حيوية وهي المجال الصحي والمجال التعليمي ومجال الإسكان لأنه بضمان حيوية وجودة المجالات الثلاثة سيتولد لدينا مجتمع حيوي يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

ويتشكل مفهوم الوقف لدى جمعية الأوقاف الصحية في تحقيق الأثر عبر تأثيرات إيجابية على المجتمع والفرد من خلال تحسين البنية التحتية الصحية، والمساهمة في الكشف عن علاجات جديدة وفعالة تحسن جودة الرعاية الصحية وبالتالي يساهم الوقف الصحي في تقليل معدلات المرض والوفيات.

كما أنه عبر الوقف الصحي يتم تمويل الأبحاث الطبية والتطوير التقني وتعزيز الابتكار الذي يتماشى مع تحقيق التنمية المستدامة وضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية للمجتمع، والكفاءة والفعالية للخدمات الصحية.

يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الوقف الصحي للمساهمة في تحليل البيانات الضخمة لتحسين تشخيص الأمراض وتوجيه العلاجات المناسبة بشكل أسرع وأكثر دقة.

تعد الحوكمة أمرًا حاسمًا في نجاح الوقف الصحي، لذا فإن تفعيل الإدارة المنظمة وتوزيع الموارد المالية وتحديد الأولويات وضمان الشفافية والمساءلة يساعد في ضمان تطبيق الحوكمة لتستفيد المشاريع الصحية من التمويل بشكل أمثل وتحقق نتائج إيجابية.

يعتبر التعاون بين قطاعات التنمية الثلاثة العام، الخاص والقطاع غير الربحي، أمرًا حاسمًا في تحقيق نجاح الوقف الصحي، وتساهم الشراكات في تعزيز التمويل وتقديم المعرفة والخبرة وتعزيز التأثير والنتائج الإيجابية للمشاريع الصحية.